شرفــــنــــطــــح

تذكرت مدهوشاً الأستاذ شرفنطح وأنا فى فصل 4/ 1 بمدرسة النور المحمدى الإبتدائية فى الموقف الذى يجمعه باللأستاذ نجيب الريحانى بأحد الأفلام عندما صار بقدرة قادر مهراجا هندى قد الدنيا وعندما زار المدرسة التى كان يعمل بها شرفنطح اخذ ينظر إليه من تحت النضار شاكا فى أمره حتى جاء إلى مثال حسابى

يحكى عن تاجر باع مقطعا من الحرير بثمن بخس بسعر هذه الأيام غضب الرحانى وأخذ يصب جام غضبه على

وزارة المعارف وقتها وهو يفند المسألة ويعر اتلمسألة عرضا تفصيليا

لا يليق بمهراجا هندى غريب عن بر مصر المحروسة زادت شكوك شرفنطح أكثر .... هذا تذكرته وانا بالفصل أعرض المسألة التالية وهى موجودة بكتاب الصف الرابع صفحة 19

اشترى سامر يوم عيد ميلاده 7 صناديق مياه غازيه .... لزوم السهرة والذى منه .... بمبلغ 5880 كم ثمن الصندوق الواحد .. وإذا كان الصندوق به 24 زجاجة فما ثمن الزجاجة الواحدة !!!!!!!!
لغاية هنا والعيال ميت فل وعشرة .. وفاشخين بقهم ومزبهلين ع الآخر .. ابتديت أحل المسألة وعينك ما تشوف اللايت النور يعنى
بديت بالخطوة الأولى
ثمن الصندوق الواحد = 5880 ÷ 7 = 840 قرشاً

الفصل ساكت
ثمن الزجاجة الواحدة = 840 ÷ 24 = 35 قرشاً

ما ان وصلت إلى أن ثمن الزجاجة 35 قرشاً حتى عمت مظاهرة عارمة فشر مظاهرات سلم نقابة الصحفيين قال هشام ... لايمنى يا باشا على 100 قزازة بالتمن ده قال عبدالله .. إيه الكدب ده ..
أما عبدالرحمن فقد تجاوز كل الحدود إلى درجة تكفى لإعتقاله فى أوضة الحارس اللى جنب الباب قال الجبار .. حكومة جعانة وكدابة ده كوباية عصير القصب بخمسين قرش عند محسب يييييييييه تعالت صيحات التلاميذ فى اشمئناط بالغ .. عندهم حق .. أى زجاجة مياه غازية ولا حتى مية نار ما تقلش عن جنيه أمال بيقولوا ليه بـ 35 قرش العيال ما يحبوش الكدب ما يخيلش عليهم تصريحات الحكومة المسألة وقفت فى زورهم ........ عندها أدركت مدى الإنفصال الذى بين ما يدرسه التلاميذ فى المدارس المصرية وبين الواقع الذى يعيشونه إلى المدى الذى استطاع تلميذ بالصف الرابع فى مدرسة ابتدائية بقرية فى الصعيد الجوانى أن يكشفه ويكشف الزيف الذى يحاول دعاة التطوير اخفاؤه ..... لقد أصبح العقل المصرى مثل جسد عار تحاول الحكومة ستره ولكن ليس من خلال الباسه ثوباً ككل الثياب بل من خلال الباسه مجموعة من الرقع والمزق المهترأة والتى بالكاد يمكن أن تصلح بعد كبسها فى كيس واحد كبشاورة لسبورة فصل 4/ 1 بمدرسة النور المحمدى

بالصعيد الجوانى